في الكورة : لامين يامال … إسباني مسلم ملتزم يعكس هوية جيل متعدد الجذور

يا كورة (مقال حصري للصحفي خواكين ماروتو عبر صحيفة AS)

“لامين يامال هو انعكاس لمجتمعنا. في أي صف في المدرسة الثانوية سنجد العديد من الأولاد من هنا وهناك، ومن المحتمل أن يبني معظمهم حياتهم في بلدنا”.

“آخر مرة أتيحت لي فيها فرصة التحدث قليلا مع لامين يامال كانت في شهر مارس من العام الماضي، وفي نهاية المقابلة شكرته شخصيا على اختياره اللعب لإسبانيا وليس للمغرب. فعلت ذلك بعد أن أخبرني عن طفولته في روكافندا وبعد أن كشف لي أنه ملتزم بشهر رمضان كمسلم ملتزم”.

“فوجئت بأنه فوجئ بشكري له، حيث قال بسعادة: “لم يخبرني الكثيرون بذلك، لكني أحب أن أسمح بذلك”.

“إقناع لامين يامال بارتداء قميص لاروخا كان أفضل قرار اتخذه الاتحاد الإسباني في ربع القرن الأخير. لم يكن الأمر سهلا لأن جذوره ضاربة بجذورها، وإقناعه يعود الفضل فيه إلى فرانسيس هيرنانديز، الذي كان رئيس قطاع مجموعة شباب ليس روزاس”.

“سافر إلى برشلونة عدة مرات للتحدث مع اللاعب ووالديه وعرض عليه مشروعًا، وتطورت بينهما صداقة أتت بثمارها. هيرنانديز لم يعد يعمل في الاتحاد الإسباني، لكن عليه أن ينسب الفضل إلى عائلته”.

“أذكر قصة لامين لأن أحد أساطير المغرب، مصطفى حجي، تحدث عنه وقال إن لامين لن يحظى أبدا في إسبانيا بنفس الحب الذي يتمتع به في بلاده، وأنه سيبقى مغربي حتى لو لعب لمنتخبنا الوطني”.

“الجزء الأول من هذا الخطاب قابل للنقاش، رغم أن كأس العالم سيثبت عكس ذلك، لكن الجزء الثاني لا يدع مجالا للشك: يامال ولد في إسبانيا، وهو إسباني ويشعر بأنه إسباني… دون أن يتخلى عن النصف الآخر من دمه الذي يجري في عروقه من جهة والده منير النصراوي”.

“لمين هو مرآة لمجتمعنا نفسه. في صفوف أي معهد سنرى شبابا من هنا وهناك، من أصول مختلفة، ولدوا في إسبانيا لأبوين مهاجرين. سنجد كاثوليك ومسلمين، بيض وسود”.

“لكن الجميع هنا، والأغلبية العظمى ستبني حياتهم في بلدنا، دون أن يتخلوا عن جذورهم. لا يمكنك اللعب إلا لبلد واحد، لكن يمكنك أن تحب بلدين في نفس الوقت”.