في الكورة : فتحي سند: منظومة كرة القدم في مصر تعاني خللاً هيكلياً والبحث عن المواهب بالفلوس

أكد الناقد الرياضي فتحي سند، أن كرة القدم المصرية تمر بأزمة كبيرة نتيجة خلل عميق في جهازها الإداري والفني، لافتاً إلى غياب الأسس العلمية والتخطيط السليم في إدارة شؤون اللعبة منذ سنوات طويلة.

وأوضح سند، في حواره مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج مساي دي إم سي على قناة دي إم سي، أن منظومة كرة القدم في مصر تعاني من فقدان واضح للمسؤولية وتداخل الأدوار، متسائلا عن الجهة الحقيقية التي تدير اللعبة بين الأندية الكبيرة، اتحاد الكرة واتحاد الأندية واللجنة الأولمبية، مؤكدا أن عدم التنسيق بينهم أدى إلى حل الأزمة.

البحث عن لاعبين موهوبين لم يعد أولوية

وانتقد سند تراجع آليات اكتشاف المواهب، قائلا إن البحث عن اللاعبين الموهوبين لم يعد أولوية للأندية، بل تحول – على حد وصفه – إلى نظام يعتمد على القدرة المالية، حيث أصبح من يملك المال فقط هو القادر الآن على تعريف أبنائه بعالم كرة القدم، بينما من لا يستطيع يحرم، رغم أن اللعبة منتصرة تاريخيا.

وأشار إلى أن القاعدة الكروية في مصر مكسورة ولا تحتوي على تخطيط أو تدريب أو تعليم رياضي سليم، مؤكدا أن غياب المحاسبة ساهم بشكل مباشر في استمرار الفشل، مؤكدا أن اللوائح المحاسبية أفرغت من محتواها بحجة الخوف من التدخل الحكومي.

وتطرق سند إلى تجربتي المغرب والأردن، معتبرا أن نجاحهما لم يأت من العدم، بل نتيجة سياسات واضحة في بناء القاعدة، مشيرا إلى أن المدرب الراحل محمود الجوهري كان من أوائل الذين وضعوا أسس هذه السياسات، لكنها لم تكتمل في مصر.

كما انتقد ما وصفها بمشاريع كرة القدم الورقية، مؤكدا أن أي مشروع دون تنفيذ فعلي على أرض الواقع يبقى بلا قيمة، مؤكدا أن صناعة كرة القدم لا يمكن أن يديرها اتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة وحدها، بل تحتاج إلى رؤية شاملة لإعادة بناء الصناعة بشكل كامل.

نظام صارم ومستقر

وفي مقارنة بين كرة اليد وكرة القدم، أرجع سند نجاح كرة اليد إلى وجود نظام صارم ومستقر منذ أكثر من 30 عاما، يعتمد على لوائح واضحة وعدالة في القرارات وسير المنافسات، على عكس كرة القدم التي تفتقر إلى مثل هذا النظام. وانتقد آلية اختبارات الأندية، موضحا أن بعضها تحول إلى وسيلة لجمع الأموال، إذ تفرض رسوم على آلاف اللاعبين دون رؤية حقيقية للاكتشاف، معتبرا أن ذلك لا يخدم تطوير اللعبة.

واختتم فتحي سند تصريحاته بالتأكيد على أن كرة القدم صناعة اقتصادية كبرى وأن سوء إدارتها في مصر يهدر الموارد بدلا من تعظيم الأرباح، مشددا على ضرورة إعادة التفكير الجذري في النظام بأكمله.