في الكورة : بين مصر ومواصلة الاحتراف.. عمر مرموش يتحدث عن أصعب فتراته وحلم مانشستر سيتي

كشف عمر مرموش نجم مانشستر سيتي عن الصعوبات التي واجهها في بداية مشواره الاحترافي بعد رحيله عن وادي دجلة للسفر إلى ألمانيا، قائلا إنه لم يتفاجأ بانتقاله إلى السيتزنز.

بدأ عمر مرموش مسيرته الكروية مع فريق شباب وادي دجلة قبل أن يتم ترقيته إلى الفريق الأول بعمر 16 عامًا فقط في عام 2016، ثم بدأ رحلته الاحترافية في أوروبا عندما وقع لفولفسبورج في عام 2017.

بدأ عمر مرموش مشواره الأوروبي مع الفريق الثاني لفولفسبورج ثم انتقل بعد ذلك إلى سلسلة من فترات الإعارة مع سانت باولي وشتوتجارت، قبل أن ينضم النجم المصري إلى آينتراخت فرانكفورت في صفقة انتقال حر.

تحولت مسيرة عمر مرموش المهنية بالكامل مع فرانكفورت، حيث سجل اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا الكثير من الأهداف للنادي الألماني قبل أن يوقعه مانشستر سيتي في وقت سابق من هذا العام مقابل 75 مليون يورو.

وقال عمر مرموش في حوار مع الموقع الرسمي لمانشستر سيتي: “لطالما حلمت باللعب لأحد أفضل الأندية في العالم، لذلك لم يكن انضمامي إلى مانشستر سيتي مفاجأة بالنسبة لي، منذ أن كنت صغيرا كنت أحلم بتحقيق هذا الهدف واللعب تحت قيادة أفضل مدرب في العالم، كنت أتخيل ذلك دائما، ولكن عندما يتحقق، يكون شعورا مختلفا تماما”.

وأضاف: “يمكنك قضاء 16 أو 17 أو 20 أو 26 عامًا في حالتي، والعمل بجد طوال الـ 15 عامًا التي أمضيتها في لعب كرة القدم عندما كنت طفلاً، ثم 10 سنوات أخرى على المستوى الاحترافي للوصول إلى هذا الإنجاز، لذا فهي مكافأة لكل الجهود التي بذلتها”.

وأوضح: “بالطبع كان من أصعب الأمور مغادرة المنزل والأصدقاء والعائلة، هذا الشعور لا يقارن بأي شيء آخر، لكن بمجرد تجاوز فترة المسافة وبهدف واضح تعتاد عليه”.

وأضاف: “لأنني كنت ألعب كرة القدم، فاتني الكثير من المدرسة، أو خرجت مع أصدقائي، لكنك تعتاد على ذلك. ومع ذلك، فإن الابتعاد عن العائلة والأصدقاء أمر صعب للغاية، خاصة في هذه السن المبكرة. والشيء الثاني، والذي يعد أيضًا أحد أكبر التحديات، هو التكيف مع وتيرة كرة القدم”.

وتابع: “من الصعب التكيف مع كرة القدم، ووتيرة التدريب، واحترافية اللاعبين، والتكتيكات، وكل ما يتعلق بكرة القدم. لذا فإن هذين الأمرين معًا يشكلان مزيجًا صعبًا. أنت لست معتادًا على العيش خارج بلدك وفي نفس الوقت لست معتادًا على أنواع مختلفة من كرة القدم إذا لم تفعل ذلك. ثم هناك اللغة الإنجليزية. لا على الإطلاق، من الواضح أن الأمر سيكون أكثر صعوبة”.

اقرأ أيضًا: تشكيلة مانشستر سيتي المتوقعة أمام برينتفورد اليوم في كأس كاراباو

وتابع: “لعبت موسمًا واحدًا مع فولفسبورج، ولعبت ثلاث مباريات فقط، وقضيت بعض الوقت مع فريق تحت 23 عامًا، لكني واصلت العمل بحماس لتحقيق أهدافي. عمل والداي في كندا لمدة ست سنوات، ومن هناك حصلوا على الجنسية الكندية. زرت أوتاوا عدة مرات، لكنني عشت دائمًا في مصر، أنا مصري مائة بالمائة”.

وكشف عمر مرموش عن رفضه اللعب لمنتخب كندا، حيث قال: “نادرا ما زرت كندا ورغم الفرصة التي أتيحت لي، كان قلبي متمسكا باللعب لمنتخب مصر، وشعرت بارتباط قوي بجذوري وأردت اللعب للفراعنة”.

واعترف عمر مرموش بالصعوبات التي واجهها في فولفسبورج، مضيفًا: “عندما كنت في فولفسبورج، مررت بفترة شعرت فيها أنني وصلت إلى كامل إمكاناتي. أمضيت عامًا كاملاً دون أن ألعب حوالي ثلاث أو أربع مباريات سنويًا، ثم كان الاختيار إما الاستمرار وبذل الجهد والعمل على تطوير الذات، وهذا كل شيء، أنت هنا وكان حلم الحلم هو اللحظة الأكثر أهمية في مسيرتي”.

وأوضح: “الفترة الثانية كانت عندما انتقلت إلى فرانكفورت، حيث عملت على تطوير نفسي في جميع النواحي بدنياً وذهنياً وعلى أرض الملعب. كنت في الخامسة والعشرين من عمري وشعرت أن الفرصة قد حانت الآن أم لا، لكن بالنسبة لي، كان ذلك العام أو العامين هو ما سيحدد ما إذا كنت سأستمر في الصعود إلى القمة أو البقاء في مستواي الحالي. لذلك ساعدت هذه الفترات في تشكيل الفترتين”.

وأضاف: “لقد كان عامًا جيدًا بالنسبة لي مع مانشستر سيتي وإيجابيًا للغاية، لكن حقيقة أننا كفريق لم نكن الأفضل عندما وصلنا وأنهينا الموسم بشكل جيد كانت علامة جيدة وقد ساعدني ذلك كثيرًا. لقد جئت وبدأ التغيير يؤتي ثماره، وبدأنا نفهم بعضنا البعض كفريق وبدأت النتائج في الظهور”.

وقال مرموش: “بالنسبة لي، الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في الشتاء وليس الصيف، بدون فترة إعداد للموسم الجديد والانضمام إلى مثل هذا النادي الكبير لم يكن سهلا”.

وأضاف: “مع كل هذا الضغط، كان الأداء بهذه الطريقة وتسجيل ثلاثية في مرمى نيوكاسل أمرًا رائعًا بلا شك، وبمشيئة الله، ستكون السنوات القادمة أفضل”.

وعما إذا كان الانتقال من ألمانيا إلى إنجلترا أسهل من الانتقال من مصر إلى ألمانيا، أجاب مرموش: “حسنا، إذا نظرنا إلى الأمر من منظور أوسع الآن، يمكننا القول أن ألمانيا كانت إعدادا جيدا لإنجلترا، ولكن بالطبع ألمانيا لديها أيضا واحدة من أفضل الدوريات في العالم، ولكن الدوري الإنجليزي الممتاز على مستوى مختلف تماما”.

وأوضح: “لقد استغرق الأمر مني وقتًا طويلاً للوصول إلى ما أنا عليه الآن. حتى في الدوري الألماني قضيت ثلاث سنوات ونصف أو أربع سنوات. استغرق الأمر مني سنوات للوصول إلى مرحلة اللعب مع الفريق الأول وأن أكون لاعبًا قادرًا على خوض كل مباراة وتقديم الأداء الذي كنت أعرف أنني قادر عليه”.

وأضاف: “كما ذكرت، انتقلت إلى أربعة أندية قبل أن أصل إلى تلك المرحلة، فاللاعب يمر بمراحل قد تكون أكثر شيوعا في دوري الدرجة الثانية، لكن تلك الفترات هي التي تهيئه للوصول إلى هذا المستوى”.

وتابع: “العام الماضي تعرضنا للكثير من الإصابات، لذا فإن النتائج لم تكن في صالحنا، خاصة وأننا مانشستر سيتي، أحد الأندية التي تنافس دائمًا على البطولات. دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد الإنجليزي، كأس الرابطة، كأس العالم للأندية. نحن نتنافس دائمًا على كل شيء”.

وتابع: “أعتقد أنه من الطبيعي ألا يفوز أي ناد في التاريخ بجميع البطولات كل عام على التوالي. هناك دائمًا فترة يتعين عليك فيها إعادة ضبط الأمور وتغيير ما اعتدت عليه من أجل إعادة البناء من الصفر. هذا العام، بدأنا العام ببداية رائعة وحتى الآن، حتى الفوز بالمباريات منحنا أسلوبًا معينًا على أرض الملعب، في مانشستر سيتي، نشعر بفارق كبير في أداء هذا العام”.

وعن كيفية تعامله مع الضغط: “عمر خارج الملعب هو نفسه الموجود في الملعب. تراه يسجل الأهداف، لكن عليه أن يفصل بين الاثنين”.

وأضاف: “عندما تكون في الملعب أو تتدرب، ستقدم كل ما في وسعك، لأنه عندما تكون خارج الملعب، تكون منفصلًا تمامًا عن كل شيء، ولا تفكر في أي شيء. بالطبع يكون الأمر صعبًا إذا كانت لديك مباراة مهمة أو كنت على وشك اللعب، لأنك تبدأ في التفكير في المباراة وما يمكن أن يحدث”.

وأوضح: “لكن عليك أن تحاول قدر الإمكان تصفية ذهنك والقيام بأشياء مثل المشي أو التسوق أو قراءة كتاب. هناك أشياء كثيرة يمكنك القيام بها لفصل عقلك عن العمل. وهذا سيعطيك شعورا إيجابيا وبالتالي ستعود إلى العمل بحماس متجدد. أعتقد أن الأهم هو الفصل بين الأمرين”.

وأكد مرموش رغبته في الفوز بكأس الأمم الأفريقية مع منتخب مصر الأسبوع المقبل بالمغرب.

وأضاف: “أخوض المباريات عازمًا على الفوز وتقديم أفضل ما لدي، سواء مع مانشستر سيتي أو المنتخب الوطني. كلاعب كرة قدم، أحاول دائمًا تقديم أفضل ما لدي لأنني أمثل بلدي مصر في النهاية”.

وتابع: “لذا فإن عقليتي الأساسية هي أنه في كل مباراة، سواء كانت كأسًا أو دوريًا أو مع المنتخب الوطني، أو في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، أو كأس العالم، أدخل كل مباراة بنفس العقلية، وأحاول تقديم أفضل ما لدي”.

وفي إشارة إلى زميله في المنتخب المصري ونجم ليفربول محمد صلاح، تابع مرموش: “عندما نكون في المنتخب نحاول أن نمزح مع بعضنا البعض كفريق للتخلص من التوتر. الجو العام هنا يدور حول كرة القدم والفكرة الأساسية هي أن حياتك تدور حولها، لذلك عندما تنضم إلى المنتخب الوطني، بالطبع ستظل تتحدث عن كرة القدم، لكننا نمزح أيضًا لإبقائنا ننفصل عن كرة القدم”.

واختتم: “أشعر أن الشعب المصري فخور بوجود لاعبين مصريين يلعبون في الدوري الإنجليزي وأنهم أفضل ناديين في العالم وبالطبع محمد صلاح بكل إنجازاته وتاريخه الغني الذي لا يزال في قمة مستواه. أشعر أن الشعب المصري فخور بكلينا”.